رد شامل على المحلل السعودي المتصهين

رد شامل على المحلل السعودي المتصهين "  عبد الحميد الغبين "  بان لليهود حق في فلسطين

  • رد شامل على المحلل السعودي المتصهين "  عبد الحميد الغبين "  بان لليهود حق في فلسطين

اخرى قبل 5 سنة

 

رد شامل على المحلل السعودي المتصهين "  عبد الحميد الغبين "  بان لليهود حق في فلسطين

اعداد وتقرير افاق الفلسطينيه / قسم الدراسات 

زعم محلل سعودي صهيوني ، بوجود حق تاريخي لليهود في فلسطين  ذكر في القرآن، للإسرائيليين في أرض فلسطين، وأنهم الأولى بها من الفلسطينيين أنفسهم. جاء ذلك في لقاء مع شبكة "روسيا اليوم": "إسرائيل اليوم دولة مستقلة ومعترف بها في الأمم المتحدة، وموجودة". وتابع: "حتى لو نظرنا من حق تاريخي، القرآن يتحدث عن بني إسرائيل، ما تحدث عن الفلسطينيين". واستدرك: "إخواننا الفلسطينيون لهم حق أن ندافع عنهم وندعمهم في إقامة دولتهم، ولكن ليس على حساب مصالحنا".

يذكر أن الغبين ظهر خلال الأسابيع الماضية، عدة مرات على وسائل إعلام إسرائيلية ناطقة بالعربية، ودعا إلى تطبيع كامل مع إسرائيل

المحلل السعودي  " عبد الحميد الغبين " يجهل التاريخ ويسر وقائع تتعارض ومنطق التاريخ والعقيده الاسلاميه ولو كان حقا مدرك للتاريخ لما تجرأ على هذا القول الباطل خاصة وان يعيش في ارض نجد والحجاز وهي مهد الدعوه الاسلاميه وكان اليهود في جزيرة العرب وقد حاربوا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

ونعود للرد على هذا المحلل الذي يدعي ان فلسطين لليهود تملقا ومداهنة بدون ان يسرد وقائع وحقائق ما يدعيه ، فلسطين عربية الهوية والتاريخ، أصبحت بالفتح الإسلامي إسلامية الهوية والانتماء, وبذلك كله تسقط المزاعم والادعاءات اليهودية حول حق اليهود التاريخي في فلسطين وشرعية دولتهم القائمة عبر الغزو والاستعمار, ومن خلال وسائل الإرهاب والقهر التي مورست ضد عرب فلسطين.ويبقى الحق التاريخي ثابت لأهلها العرب الذين سكنوها قبل غيرهم من الأمم والشعوب.

 لقد دأب قادة إسرائيل السياسيون والدينيون على القول بأن أرض فلسطين هي أرض إسرائيل التاريخية أرض آبائهم وأجدادهم ، وأن هذه الأرض ارض بلا شعب لشعب بلا ارض وهي ليست لشعب من الشعوب سواهم، لذا فهم أصحابها الشرعيون، وأن العرب الفلسطينيون أغراب عنها.

 وعليه فدولة إسرائيل قامت على مجموعة من الأساطير والادعاءات الدينية التاريخية منها تبدأ الاسطورة بالآية رقم 18 من الإصحاح 15 من سفر التكوين والتي نصها ( في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقا قائلا.لنسلك اعطي هذه الارض من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات ) . بينما أيضا ورد في سفر التكوين (“ظهر الرب ( أي لإبراهيم) وقال له: إنّ نسلك سيكون غريباً في أرض ليست لهم) وهذا دليل على ان الادعاء الذي يستندون عليه باطل. وبالرغم من ذلك فقد بدأ قادة الصهيونية يجمعون يهود العالم في هذه الأرض بناءً على تلك الأساطير وأخذوا يزيفون التاريخ ويزعمون أنّ لهم حقاً تاريخياً في أرض فلسطين، وأن فكرة الحق التاريخي لهم في فلسطين من أهمّ الذرائع التي تقوم عليها الحركة الصهيونية.

يذكر المؤرخون أنّ فترة حكم الكنعانيين لفلسطين استمرت من سنة 3000 ق.م-997 ق.م. وبيان ذلك :-

أنّه في أوائل القرن الثالث عشر وأوائل القرن الثاني عشر قبل الميلاد قدمت إلى هذه الأرض قبائل آرية غير سامية تعرف بقبائل (فلستين)، وذلك من جزيرة قريطش التي تعرف اليوم بجزيرة (كريت) نزلت هذه القبائل بساحل البحر المتوسط بين يافا وغزة،واختلطت القبائل الفلستينية بالقبائل الكنعانية عبر صلات تجارية واجتماعية من مصاهرة وزواج، وسرعان ما امتزجوا بهم، وأخذوا عاداتهم، وتحدثوا لغتهم، واستفادوا من ثقافتهم، وبمرور الزمن تكوّن في هذه الأرض مزيج من السكان غلب عليه الدم العربي واللغة العربية السامية من جانب، وغلب عليه الاسم الوافد من جزيرة (كريت) من جانب آخر، فأصبحت البلاد تعرف بفلسطين، ويعرف السكان بالعرب الفلسطينيين.

    وأمّا العبرانيون أصل اليهود: فإنّ المصادر التاريخية والمصادر اليهودية وخاصة التوراة تذكر أن إبراهيم عليه السلام وأسرته قد رحلوا من بلادهم أو الكلدانيين -ببلاد العراق- إلى أرض كنعان، التي عرفت فيما بعد بأرض فلسطين، وقد اختلفت المصادر التاريخية في تحديد زمن قدومهم أرض فلسطين، ولعلّ أرجحها: منتصف القرن التاسع عشر قبل الميلاد، أي حوالي سنة 1850 ق.

     تذكر المصادر التاريخية أن العبرانيين في الأصل قبائل بدوية صحراوية لم تعرف الاستقرار في بلد واحد معين، بل كانت ترحل من مكان إلى آخر بإبلها وماشيتها بحثاً عن الكلأ والماء، وأطلق عليهم من قبل الكنعانيين أو غيرهم اسم العبرانيون، لعبورهم نهر الأردن أو نهر الفرات، أو لكثرة ترحالهم في البلاد، وقد جاءت جماعة منهم إلى أرض فلسطين سنة 2000 ق.م أو سنة 1850 ق.م، أي بعد استقرار الكنعانيين بمئات السنين

وفي هذا البحث سنسلط الضوء على تفنيد هذه الادعاءات ودحضها لندحض بذلك ما ادعاه المحلل السعودي الصهيوني الغبين  من خلال ما ورد في كتب الاسفار اليهودية وبعض المصادر والمراجع التاريخية:

والرد شامل أيضا على ادعاء أن لليهود حق في فلسطين وضمن محاور :-

أولاً المحور الديني : وفيه تم الرد على هذا الادّعاء من مناقشة آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن الموضوع ، ثم من العهد القديم ،

ثانياً المحور التاريخي : حيث عرض باختصار أصل من سكن فلسطين وتاريخ اليهود فيها ورد على زعم وجود حق تاريخي لهم فيها ،

أما المحور الأخير فتناول الأمر من ناحية علم الأنثروبولجيا لنفي أن لليهود الحاليين صلة باليهود الذي ادعوا أن لهم حق في فلسطين من الأساس ..

من الجدير بالذكر أن الصهيونية في اجتماعاتها الأولى لإنشاء وطن قومي لليهود قد طرحت عدة دول ليكون فيها وطن قومي لهم كالأرجنتين وكندا وموزمبيق والكونغو وأوغندا وغيرها .

لكن بعد ذلك ظهرت لديهم فلسطين كخيار حيث بالإمكان الادّعاء أن لهم حق تاريخي وديني فيها ، وهذا ما رأوه أنسب الادّعاءات التي سيبنى عليها المطالبة بوطن قومي لهم و الذي يتناسب مع طبيعة وتاريخ تلك البقعة الجغرافية المختارة ، بالنسبة لهم .. وسنرد على ادّعاء الحق الديني والحق التاريخي .

والظاهر أن فكرة العرق اليهودي هي التي كانت دافعهم ،

يقول ماكس نوردو المفكر الصهيوني « إن اليهودية ليست مسألة دين وإنما هي مسألة عرق وحسب ».

فقد استقر في أعماق أغلب اليهود أنهم عرق نقي لم تشوبه شائبة وأنه تسري في عروقهم دماء ملكيّة تختلف عن دماء باقي البشر ، الذين أسموهم بالغوييم ، وأنّهم شعب الله المختار ، وما إلى ذلك ، فجعلوا اليهوديّة جماعة عرقية إثنية لها جذور واحدة أو جماعة تربطها سمات شخصية وهوية ثقافية مشتركة مع أنهم في الحقيقة ليسوا كذلك وسنرد على ذلك في جزء الدراسة الأنثروبولوجيّة .

و ذلك لا ينفي حقيقة عدائهم للأديان وللإسلام بشكل خاص ولهم تاريخ طويل في العداء للأديان والإساءة لها ، أما عن عقيدتهم هم فهي الصهيونية وأهدافها ، وأما دين اليهود الحالي فهو محرّف وموظف لبث أحقادهم وتعضيد إدعاءاتهم وتحقيق طموحاتهم ، واحتلال فلسطين

فصل من فصول عدائهم للإسلام الطويلة ، وهي أيضاً في إطار حربهم الدائمة على الله وعلى عباده من غير اليهود .

فقد حاربوا الله ابتداءً فكيف نتوقعهم مع البشر وكيف نتوقع سلوك قوم قد ضلوا وأضلوا كثيراً عن سواء السبيل ، لعنوا ، أينما حلوا ، طردوا ، قتلوا ، جزاءً لطبيعتهم التي تختلف عن باقي البشر خسَّةً وشراً .

وفي هذا الحديث أيضاً لن نُغيّب حقيقة أن ليس كل اليهود كذلك ، وأن هناك جزء منهم يعارضون ممارسات الصهيونيّة .

وفي إطار الرد على ادّعاء الصهيونيّة بأن لليهود حق في أرض فلسطين ويرددها المتصهينون العرب مداهنة ورياء ونفاقا

وستكون الدراسة في ثلاثة أجزاء ، الجزء الأول هو دراسة من ناحية دينية والجزء الثاني دارسة من ناحية تاريخية ، أم الجزء الأخير فدراسة من ناحية علم الأنثروبولوجيا .

أولاً : وعد القرآن الكريم ..

" وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) "

الأنبياء

 يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21)"المائدة ، هذه الآية يستخدمها اليهود وأعوانهم كثيراً لتشكيك المسلمين في أحقيّتهم في الأرض المقدسة ، والرد عليها يأتي في نقاط ،،

أولاً : تفسير الآية أن الله عز وجل كتب على بني إسرائيل أن يدخلوا الأرض المقدسة ويحاربوا قومها الجبارين ، وهذا تكليف وليس تشريف ، وقد رفضوا طاعة الله عز وجل ودعوة نبيه لهم لدخولها فقالوا : " قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24)"المائدة

في ظل هذه النكال عن مواجهة ما أمرهم به الله والنكوص استحقّوا ذم الله ونبيه لهم "

قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26) " المائدة

فحرمها عليه الله عز وجل وفرض عليهم التيه أربعين سنة ، جزاءً وفاقا !

فحينما نقرأ تلك الآيات نرى كيف أن أولئك القوم تجرأوا على الله عز وجل وضربوا أوامره عرض الحائط واستهزأوا بنبيه موسى عليه السلام ، ثم لعنهم الله عز وجل وحرم عليه الأرض المقدسة وفرض عليهم التيه ، فكيف يريدون منا أن نرى أن هذه الآية تشريف لهم وإقرار بأحقيّتهم في الأرض المقدسة ؟!

ثانياً : لم يكن مسموحاً بدخول الأرض المقدسة لكل بني إسرائيل ولم يكن الأمر في الآية لبني إسرائيل على إطلاقهم ، بل كان هناك شروط لدخولهم ومواصفات خاصّة لمن سيدخلها ، والدليل على ذلك أن الله حرمها عليهم ذلك الوقت وفرض عليهم التيه أربعين سنة ، قال العلماء هذه المدة كانت حتى ينتهي جميع ذلك الجيل الذي استحق اللعن وولادة جيل جديد فدخلوا الأرض المقدسة بقيادة نبيهم يوشع بن نون بعد تلك المدة ، وكان أول دخلوهم إلى أريحا وبعد أن فتحوها ظهر الكفر والعناد المتأصِّل في الجيل السابق في هذا الجيل الجديد ، فقد أمرهم نبيهم يوشع بن نون بأن يدخلوا الباب سجداً ويقولوا حطة أي حط عنا خطايانا يا رب ، فلم يلتزموا بذلك بل استهزأوا به وبالله عز وجل ، فقالوا حنطة ، ودخلوا بمؤخراتهم[1] !

ثم بعد وفاة يوشع بن نون انقسموا على أنفسهم ، وكذّبوا الأنبياء الذين أرسلهم الله عز وجل وليس ذلك فحسب بل كانوا يقتلونهم ، فبعد كل نعم الله عز وجل عليهم وإملائه لهم ما زادهم ذلك إلا إصراراً على الكفر والعناد وتكذيب الأنبياء وقتلهم على مرور أجيالهم ،

قال تعالى :

" فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155) " النساء

فبذلك استحقوا لعن الله وأن يرسل عليهم من يقتلعهم من الأرض المقدسة ويسومهم سوء العذاب ولم يبقى لهم أثراً في فلسطين فقد كانت تلك آخر فرصهم ، ووعدهم الله عز وجل بأن يبعث عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب عقاباً متواصلاً لهم ، قال تعالى :" وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167) " الأعراف

ثم جاء الإسلام وجاء نبي الإسلام وجاءت أمّة الإسلام وهم حسب شروط الله عز وجل الأجدر بوراثة تلك الأرض ، فكانت البداية في الإسراء والمعراج حينما عرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء من بيت المقدس بعد أن صلّى إماماً بالأنبياء مجتمعين ، وأتمَّ عملية انتقال ميراث الأرض المقدسة الفتح الإسلامي لها ، فورثت أمة الإسلام تلك الأرض كما كتب الله عز وجل ذلك وستبقى لها إلى أن يرثها الله عز وجل .

" وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) " الأنبياء

فقد قال أغلب المفسرون بأن المقصود هنا هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم[2] ، فقد كتب الله عز وجل في التوراة والإنجيل وفي الكتب التي أنزلها على أنبيائه وكان ذلك في سابق علمه قبل خلق السموات والأرض بأن هذه الأرض سترثها أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو كائن لا محالة[3] ، وقد كان .

 

انتهينا من الوعد الأول والرد عليه ، هناك وعد آخر عندنا في القرآن هو ما يمكننا به حقيقةً تفسير قدوم اليهود إلى أرض فلسطين بعيداً عن ادّعاء أن الله عز وجل جعل هذه الأرض لهم والذي رددنا عليه ، هذا الوعد هو ما ذكره الله عز وجل في سورة الإسراء :

" إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) "

فهذا هو الوعد الذي وُعدوا به من الله عز وجل في إطار العقوبة التي فرضها الله عليهم سابقاً بأن يبعث عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ، فقد كانوا في قهر الملوك من اليونانيين والكشدانيين والكلدانيين ، ثم صاروا إلى قهر النصارى وإذلالهم إياهم وأخذهم منهم الجزية والخراج[4]، ثم جاء الإسلام ومحمد صلى اللّه عليه وسلم، فكانوا تحت قهره وذمته يؤدون الخراج والجزية ، وقتّلهم وأجلاهم ، والآن هو وعد آخر بإساءة الوجه والتعذيب ، فهذا عقاب جديد لهم ، أما عن علوِّهم الآن فإن الله عز وجل يملي لهم ، وقد ذُكر بأن المطّلعين من بعض حاخاماتهم ذُعروا وعرفوا بأن تلك بداية الوعد الآخر وبداية النهاية لتدميرهم نهائياً عندما بدأوا بإنشاء كيانهم في فلسطين ، إذاً فالإتيان بهم إلى فلسطين وتدميرهم بها هذا في إطار العذاب الدنيوي المستمر الذي وعدهم الله عز وجل به و الذي سيكون خاتمته بأن يكون اليهود ضمن جنود الدجال فيقتلهم المسلمون بقيادة عيسى بن مريم عليه السلام .

 

ثانياً : وعد العهد القديم

" واستأصلهم الرب من أرضهم بغضب وسخط وغيظ عظيم وألقاهم إلى أرض أخرى كما في هذا اليوم "

سفر التثنية 29: 28

يستدل اليهود بما ذكر من وعود في العهد القديم بأحقيّتهم في أرض فلسطين وربما بذلك استطاعوا استمالة بعض المسيحيين غير المطّلعين جيداً على كتابهم إليهم وإقناعهم بأحقيتهم في أرض فلسطين ، وهذا يجب الرد عليه خصوصاً إن كان الرد من العهد القديم نفسه .

يستدلّون هم بما ذُكر في العهد القديم أن الله وعد موسى عليه السلام وقومه بالأرض المقدسة ، لكن بحسب العهد القديم فإن الله وعد موسى عليه السلام وقومه بالأرض المقدسة مقابل وصايا كثيرة أي وعدهم بها شرط أن يعملوا بتلك الوصايا ، ولما تنكّروا لربهم وأنبيائهم وعتوا ونقضوا عهدهم مع الله عز وجل استحقوا لعن الله عز وجل وطرده لهم من الأرض المقدسة كما ذكر في العهد القديم :

" وتأتي عليك جميع هذه اللعنات وتتبعك وتدركك حتى تهلك لأنك لم تسمع لصوت الرب إلهك لتحفظ وصاياه وفرائضه التي أوصاك به " سفر التثنية 28: 45

" وكما فرح الرب لكم ليحسن إليكم ويكثركم كذلك يفرح الرب لكم ليفنيكم ويهلككم فتستأصلون من الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها " سفر التثنية 28 : 63

الواضح هنا أن العهد القديم تكلَّم أيضاً عن نقضهم لعهد الله وكفرهم ورفضهم لوصاياه فاستحقوا اللعن والهلاك والإستئصال من تلك الأرض .

فهذا الإدّعاء _ إن صح _ فقد رددنا عليه من العهد القديم نفسه ، ما يفنده ويدحضه دحضاً تامّاً ، ويبيّن أن الله عز وجل استأصلهم نهائياً من تلك الأرض لعدم استحقاقهم لها ولنقضهم عهد الله عز وجل وكفرهم والكثير من الأشياء الفظيعة التي كانوا يقومون بها .

ويستدلون بادّعاءٍ آخر من العهد القديم وهو في الحقيقة يؤيد أحقيّة المسلمين بهذه الأرض

فيقولون أن الله عز وجل وعد إبراهيم عليه السلام وذريّته بهذه الأرض وأنها مكتوبة لهم ،

هل ذرية إبراهيم عليه السلام هم أبناء إسحاق فقط كما يدّعي اليهود ؟

لا بل إسماعيل عليه السلام وذريّته كذلك ، والوارث الحقيقي لإبراهيم عليه السلام هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأمته ، قال تعالى :

" مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)" آل عمران

فهذا الإدِّعاء _ إن صح أيضاً _ فالرد عليه بأن محمد صلى الله عليه وسلم وأمته هم الورثة الحقيقيون لإبراهيم عليه السلام كما بيَّنا .

الجزء الثاني : الرد التاريخي

من أول من سكن فلسطين ؟

 

تشير الآثار بأن أول من سكن فلسطين هم النطوفيون[1] وأشادوا فيها حضارة معروفة بالحضارة النطوفيّة ، و هي من أهم وأوّل الحضارات المعروفة في تاريخ البشريّة ولا يُعرف الكثير عن أصلهم .

أما أول الآثار المعروف أصلها في فلسطين فتعود إلى الكنعانيين وهم قبائل هاجرت من شبه الجزيرة العربية عام 2500 أو 3500 قبل الميلاد[2] وسكنوا بلاد الشام و تحديداً فلسطين ، وقد رحل جزء منهم إلى الساحل اللبناني وعرفوا بالفينقيين ، وهذا ما أجمع عليه المؤرخون الثقات شرقييهم وغربييهم ، ونسبة إليهم سميت فلسطين قديماً بأرض كنعان وهو يعني الأرض المنخفضة ،

القبائل الكنعانية هي قبائل ساميّة من نسل سام بن نوح على القول الراجح والصحيح ولا ينسبوا إلى حام بن نوح كما يدّعي اليهود.

كما أن هناك قبائل سامية أخرى هاجرت مع الكنعانيين من شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين وهم اليبوسيون وقد استقروا في منطقة القدس .

ما أصل تسمية فلسطين ؟

 

أما أصل تسمية فلسطين بهذا الاسم فيعود إلى قبائل الفلسطينيين أو البلستينيين و هي قبائل هاجرت من جزر البحر الأبيض المتوسط وتحديداً جزيرة كريت[3] ، نزلوا جنوب فلسطين ، وتجاوروا مع الكنعانيين و اليبوسيين ،

واختلطت أنسابهم بالكنعانيين واليبوسيين الأكثر عدداً وحضارةً وذابوا فيهم ، لكن بقي هذا الاسم حتى يومنا هذا .

تاريخ اليهود في فلسطين[4] :

 

نزل إبراهيم عليه السلام وقومه فلسطين في إطار رحلة حول حواف الهلال الخصيب حتى وصلوا إلى سهول حوران في فلسطين وهناك وُلد لإبراهيم عليه السلام إسحق وولد لإسحق يعقوب ، الذي هو أبو الأسباط الإثني عشر وإليه ينسب بنو إسرائيل ، هذا هو الوجود الأول لبني إسرائيل في فلسطين في إطار قبائل رحلت من أرضها لتنزل مؤقتاً في أرض فلسطين ، وقد عاشوا في فلسطين وقتاً قصيراً .

ثم كانت قصة يوسف عليه السلام الذي هو ابن يعقوب عليه السلام فهاجر على إثرها يعقوب عليه السلام وأبناؤه إلى مصر ، واستقروا هناك ،

إلى أن خرج بهم منها موسى عليه السلام هرباً من بطش فرعون ، وحاول أن يدخل بهم أرض فلسطين لكن من كانوا معه من بني إسرائيل عصوا أمره وأحجموا عن قتال العماليق سكان فلسطين آنذاك وهم من الكنعانيين فعاقبهم الله بالتيه وكان ما ذكرنا في جزء وعد القرآن الكريم ، حتى دخل جيل جديد منهم مع يوشع بن نون أرض فلسطين وكان أول دخول لهم إلى أرض أريحا ، ثم كان بعد وفاة يوشع بن نون يلي أمر بني إسرائي أحياناً قضاة وأحياناً ملوك منهم وأحياناً من الكنعانين المتغلبين عليهم الذين أخذوا منهم التابوت الذي كان إرثاً لهم مما ترك آل موسى وآل هارون ، ثم بعث الله طالوت ملكاً عليهم وهزم أعداءهم واستعاد التابوت ، ثم بُعث فيهم داوود عليه السلام وقد وحّد الأسباط تحت ملكه ، ثم جاء من بعده ابنه سليمان عليه السلام .

ثم انقسم بنو إسرائيل بعد سليمان عليه السلام إلى مملكتين : مملكة إسرائيل شمالاً ومملكة يهودا جنوباً ، وقد كانتا في عداء مستمر ، وكان لكل منهما نصيب من الحروب عليها ، فالمملكة الجنوبية تعرضت للغزو من ملوك مصر أكثر من مرة والمملكة الشمالية تعرضت أيضاً للتدمير والغزو من الآشوريين ، وقد بقوا على تشتتهم وعدائهم لبعضهم وممارساتهم الموسومين بها كقتل الأنبياء ونقض العهود مع الله وتحريف الكتاب وغيرها ، ولعل أبرز من قتلوا من الأنبياء كما قال المفسرون والمؤرخون يحيى وزكريا عليهما السلام ، وقد حاولوا قتل المسيح عليه السلام فيما بعد .

ظلوا كذلك حتى بعث الله عليهم بختنصر أو نبوخذ نصر البابلي ، فدمر مملكتهم تماماً وجعلها أثراً بعد عين ، ثم ساقهم كسبايا إلى بابل ، وكانت مرحلة السبي البابلي ، ثم هزم الفرس البابليين واحتلوا فلسطين وقد سمحوا لليهود بالعودة لها بعد أن تعاونوا معهم على حرب البابليين فكانوا لدى حظ عندهم خصوصاً بعد أن تقربت فتاة يهودية تُدعى استير[5] من ملكهم آنذاك احشوريوش حتى قرَّبها ثم أصبحت زوجته وأصبحت ملكة .

ثم جاء الحكم الهيليني أو الإغريقي على فلسطين بعد أن فتحها الإسكندر الأكبر ، ثم جاء حكمالرومان كل هذا واليهود يحاولون أن يوجدوا كيان لهم بمعاونة محتل ضد حاكم حالي لأرض فلسطين أو محاولة الثورة على الحاكمين مع أنهم كانوا أقلية بالنسبة لسكان فلسطين وقتها ، وفي حكم الرومان حاول اليهود الثورة أكثر من مرة لكنهم قوبلوا بالتقتيل والتنكيل الشديد ، حتى كانت المذبحة الفاصلة وهي مذبحة الإمبراطور الروماني " تيتوس " التي قضت على أغلب اليهود آنذاك ثم كانت مذبحة الإمبراطور " هادريان " الذي قضى على بقايا اليهود نهائياً ولم يعد لهم ذكر في فلسطين بعدها ،

سوى شراذم قليلة بدأت تتناقص تدريجياً إثر تحولهم إلى المسيحية ، ولم يبقى سوى طائفةالسامريين وهي مكونة من عدد قليل من الأفراد وقد انحصروا في نابلس ، وهي طائفة مهمة من أهل فلسطين لا تزال موجودة حتى يومنا هذا سيتم التطرق لها في الجزء الثالث إن شاء الله .

إن الزعم بأحقية اليهود في فلسطين لأنهم وجودوا فيها في مرحلة ما من مراحل التاريخ لهو زعم باطل ، وأن ما يستند عليه من حجج لهي أوهى من بيت العنكبوت ، فقد مر على فلسطين كما ذكرنا الفرس والبابليون والهيلينيون والرومان وغيرهم من الأعراق والأجناس ثم مضوا وبقيت فلسطين وبقي شعبها ، فهل لنا أن نقول أن لهؤلاء حق أيضاً في فلسطين ؟!

ذاك لعمري في القياس بديع !

فقد قرأنا التاريخ وبحثنا فيه وسألناه إن كان ما يدّعونه حقاً فأجاب بلا .

الجزء الثالث : الرد الأنثروبولوجي [1]

إن اليهود الحاليين ليسوا هم اليهود الذين عاشوا في فترة الحشمونيين[2] " "

ألبرت آينشتاين[3]

من الأفكار الأولى التي برزت مع بروز الصهيونية هي فكرة النقاء العرقي لليهود ، وأظهروا مصطلحات مثل :

العرق اليهودي والوحدة اليهودية وغيرها.

كل ذلك لمساعدتهم في القرار الذي اتخذوه بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين ، فداعبوا بذلك عقول ومشاعر مختلف اليهود وخدعوا بذلك الكثير من الدول الأوروبية لتقف معهم في إنشاء وطن قومي لهم .

كان أو ل من طرح تلك الفكرة هو المفكر الصهيوني " موسى هس " حيث ذكر أن العرق اليهودي من الأعراق الرئيسة في الجنس البشري ، وأن هذا العرق حافظ على وحدته رغم التأثيرات المناخية فيه ، فحافظت اليهودية على نقاوتها عبر العصور .

والكثير من منظّري تلك الفكرة من روّاد الحركة الصهيونية قالوا كلاماً مشابهاً ، وبهذا نصل أن تلك الفكرة أو ذلك الادّعاء هو ما اعتمدت عليه الصهيونيّة لبيان أحقيّة اليهود في إنشاء وطن قومي لهم .

ثم كان زعم آخر بأن اليهود أصلهم سامي أي نسبة إلى سام بن نوح لربطهم بأرض فلسطين ، وظهر مصطلح معاداة الساميّة في أوروبا وأحاطوه بهالة من التنفير وهو مرادف في أوروبا لمصطلح معاداة اليهود ، مع أن يهود أوروبا ليس لهم علاقة بالساميّة !

فسنبين هنا كذب هذا الإدّعاءات وأنها من أكبر كذبات العصر الحديث ،،

سندرس كل قسم من أقسام اليهود المحتلين لأرض فلسطين أنثروبولوجياً ..

ينقسم اليهود المحتلين لأرض فلسطين إلى ثلاثة أقسام ، وهي :

الأشكناز : هم الغالبية العظمى من اليهود ويشكلون نحو 80 _ 90 % [4]منهم وهم متفوقون عددياً وحضارياً على المكونات الأخرى لليهود ، وهم يزدرونهم إزدراءً لا يتكلفون عناء إخفائه ، ولمعرفة أصلهم يجب أن نتتبع الأحداث التي أظهرت ما يعرف بالأشكناز ،

كان هناك في شمال القوقاز دولة عرفت باسم الدولة الخزرية وهم قبائل تتاريّة قد ازدهرت ما بين القرنين السابع والحادي عشر الميلاديين في منطقة بحر قزوين وقد اعتنقوا اليهوديّة لأسباب سياسيّة وإقتصاديّة بحتة آنذاك إبّان الصراع القائم بين الدولة الإسلامية والدولة البيزنطيّة ليكوّنوا قوة ثالثة مستقلة وبعد أن خاضت تلك الدولة عدة معارك مع الدولة الإسلاميّة ، وقد استقطبت أيضاً العديد من اليهود من حول العالم ، إلى أن هاجمها القائد السلافي سفياتوسلاف الأول في إطار حملاته لتوسيع دولته " رس كييف " أو روسيا الكييفية فقضى عليها وتشتت اليهود في شرق أوروبا خصوصاً بولندا والمجر وروسيا ، وقد قام المؤلف اليهودي من أصل هنغاري " آرثر كوستلر "[5] بدراسة موثّقة ودقيقة عن أصل أغلب اليهود المهاجرين إلى فلسطين الذي يرجع -كما رأى- إلى مملكة الخزر التي ازدهرت في منطقة بحر قزوين، وليس إلى أصول ساميّة شرق أوسطية ، وأيضاً هناك العديد من الدراسات الموثقة التي ترجع أصل أغلب يهود أوروبا إلى يهود الخزر .

وكان هناك يهود في ألمانيا في منطقة الراين وهم من كانوا يعرفون أساساً بالأشكناز وقد تعرضوا للإضطهاد والتنكيل بهم في أواخر القرن الحادي عشر ، ففر معظمهم إلى شرق أوروبا فالتقوا مع يهود الخزر في روسيا وبولندا الذين شملتهم التسمية فيما بعد .

كوّنوا تجمعاً من أكبر تجمعات اليهود التي عرفت في التاريخ ، وانتقلت أجزاء منهم فيما بعد إلى باقي أنحاء أوروبا مثل فرنسا وألمانيا ، ثم اتجه حزء كبير منهم إلى أمريكا .

السفارديم : وهم يهود طُردوا من أسبانيا[6] فيما سميت حروب الإسترداد التي كانت ضد الدولة الإسلاميّة في الأندلس وما تلاها من اضطهاد و إبادة على يد محاكم التفتيش ، فانتشروا في أوروبا وشمال إفريقيا ، حتى وقت الدولة العثمانية حيث وجدوا لهم وطناً جديداً امتد من البلقان حتى الأناضول وكانت القسطنطينية أو إسطنبول حالياً من أهم بؤر وجودهم وكان من اليهود الذين هاجروا من إسبانيا وسكنوا تلك المنطقة يهود الدونمة المعروف دورهم في إضعاف الدولة العثمانية و إنهاء الخلافة الإسلامية .

اليهود الشرقيون :

جاءوا من تجمعات لليهود كانت في شمال إفريقيا والعراق واليمن والقوقاز وإيران وتركستان والهند والصين[7] ، وينظر إليهم بازدراء كبير في الكيان الصهيوني .

تلك أقسام اليهود الذين جاءوا مع الإحتلال لأرض فلسطين ، وهناك طائفة يهوديّة هي أساساً من أهل فلسطين وهي من بقايا طائفة يهودية قديمة عددهم قليل جداً وهم السامريون ، يعدُّون أنفسهم فلسطينيون وعقيدتهم تحتلف تماماً عن عقيدة باقي اليهود وينظرون إليهم كأعداء ، لكن الصهاينة حاولوا التقرب منهم بمنحهم جنسيّة كيانهم وحاولوا القول بأن لهم أصولاً مشتركة وهذا خاطئ تماماً وهم يعلمون ذلك جيداً .

 

وقد درس علماء الأنثروبولوجيا اليهود أيضاً من حيث صفات جسميّة محددة كشكل الجمجمة وشكل الأنوف وغيرها فكان أولاً بحثهم عن صفات الشخصيّة اليهوديّة المعروفة في الثقافة الغربيّة وقارنوها مع الأجناس المختلفة فوجدوا أنها لا علاقة لها بصفات الشعوب السامية مطلقاً ، وهناك أجناس أخرى لها مثل تلك الصفات ،

أما الصفات الأخرى لباقي اليهود فقد تشابهت مع العديد من الأجناس والأعراق المختلفة ، كما أن الصفات الظاهرة كلون البشرة ليست واحدة فهناك اليهود السود في الحبشة وجنوب الصحراء الكبرى ، وهناك اليهود الملونون في الهند ، بل والصفر أحياناً في تركستان ، وأخيراً اليهود الشقر في أوروبا[8] .

 

رأينا مكونات اليهود المحتلين لفلسطين وكيف أنها أساساً من أجناس وأعراق مختلفة وهذا يدحض الكذبة الكبرى التي أظهرتها الصهيونية بنقاء العرق اليهودي وأن اليهود حافظوا على نقاء عرقهم على تتابع الأجيال وأن أصلهم يعود إلى الساميين ،

فهذا كذب كبير وإدعاء باطل كما دلنا على ذلك علم الأنثروبولوجيا ،

فاليهود الحاليين ليس لهم علاقة بالتوراتيين الذين عاصروا نزول التوراة أو العبريين وسبب تسميتهم أنهم عبروا نهر الفرات أو نهر الأردن من كلدان إلى كنعان ، أو بني إسرائيل ، علماً بأن هذه المصطلحات السابقة يعني بها جماعة واحدة من البشر ، فاليهود الحاليين أو الغالبية الطاغية منهم على أحسن تقدير ليس لهم علاقة بهم على الإطلاق .

وهذا يوفر علينا إبتداءً الرد على حق هؤلاء في أرض فلسطين .. لكن وإن كان .. فقد رددنا بعدم أحقيتهم في الجزء الديني والجزء التاريخي .

المصدر :- شبكة الالوكه  

التعليقات على خبر: رد شامل على المحلل السعودي المتصهين "  عبد الحميد الغبين "  بان لليهود حق في فلسطين

حمل التطبيق الأن